كلمة عمدة سراييفو
مدينة سراييفو هي مدينة أوروبية عالمية، مع وهج شرقي فريد من نوعه.
هي عاصمة دولة البوسنة والهرسك وأكبر مدنها، عاصمتها ومركزها الحضاري والثقافي والاقتصادي والتجاري.
يوجد في سراييفو مكان فريد من نوعه يشعر الجميع؛ أهل سراييفو أو من يزورها لأول مرة، يشعرون بأنه خط التقاء الشرق والغرب. ليس فقط من ناحية المكان بل ثقافيا وحضاريا.
تشير نقطة الالتقاء هذه، إلى كل جوانب العالم؛ إلى الشرق، لتذكرنا بسراييفو كمدينة عثمانية تجارية، وإلى الغرب إلى الثقافة الغربية الحديثة.
مع مرور الزمن، قد يبدو وكأن سراييفو تتخلى عن انتمائها للشرق لصالح انتمائها للغرب، لكن الحقيقة أن سراييفو تسعى وتناضل كي لا تنتمي لا إلى الشرق ولا إلى الغرب، بل تحتفظ بشخصيتها الفريدة.
إنها سراييفو، ملتقى الثقافات.
كل الذين يترددون على سراييفو يؤكدون: أنه لا توجد مدينة أوروبية أخرى، سوى سراييفو، تتعانق فيها الثقافات المختلفة وتتجاور، حيث تُقدر وتُحترم جميع القيم، وحيث يُعد المسجد والكنيسة والكنيس جزءًا من هوية عاصمة البوسنة والهرسك.
وأصدق شاهد على ذلك هو وجود مسجد الغازي خسرو بيك، والكنيسة الأرثوذكسية القديمة، والمعبد اليهودي القديم وكاتدرائية قلب يسوع. أربع ديانات سماوية، وأربعة أماكن للعبادة توجد في أهم جزء من المدينة لعدة قرون، تبقى وتتعايش، وتتجاور لتشهد على تفرد بيئتها ومجتمعها.
كل هذا يجعل سراييفو فريدة من نوعها، فهي مدينة أوروبية، وفي الوقت نفسه مدينة شرقية، هي مدينة عالمية متنوعة الثقافات. هي مدينة للمسلمين والمسيحيين واليهود، حيث يشعر كلٌ منهم أنها مدينته.
تحاط سراييفو بالجبال الشاهقة، مما يعطيها رونقا خاصا، لكن ذلك قد كلفها ثمنا باهظا أثناء الحرب، حيث كانت تحت مرمى القصف بشكل دائم.
لكنها اليوم مدينة مفعمة بالحياة، مليئة بالمتاحف والمزارات السياحية، وقد تم، بحمد الله، إعادة إعمارها بالكامل تقريبًا.
الجميع يعشق تلك الأشياء التي تحتفظ بعبق التاريخ، ويحبون هذه المعالم التي تتحدث عن تلك المدينة المفعمة بالحيوية، وتشهد على عظمة سراييفو.
من أي مكان جئتم، فنحن نرحب بكم في بلدكم سراييفو.
أهلا وسهلا بكم!
عبد الله سكاكا
عمدة سراييفو
تاريخ سراييفو
نحاول هنا، بشكل لطيف وسهل، أن نعرفكم على تاريخ سراييفو منذ بنائها وحتى الآن.
نحكي لكم حكاية سراييفو وأسرار تفردها وتميزها في كل شيء، ذلك التميز الذي كان سببا في حب البعض لها وانجذابهم نحوها لكنه كان أيضا سببا في تعرضها للقسوة والعدوان من قبل أعداء الجمال والتميز.
نورد لكم أهم المحطات التاريخية لتلك المدينة المتميزة في كل شيء.
نعرفكم كيف تزينت سراييفو في الأفراح وكيف صمدت عند المحن، كيف رحبت بالأصدقاء وكيف قاومت ورفضت الأعداء.
كيف بقيت سراييفو سراييفو.
السياحة في سراييفو
الموقع الجغرافي المتميز والمراحل التاريخية المتعددة، كل هذا جعل سراييفو مدينة سياحية عالمية بامتياز.
فيها كل أنواع السياحة وكل سائح يجد فيها ما يبحث عنه.
الجبال الخضراء الشاهقة، الأنهار الجارية، الشلالات المتدفقة، المنتزهات والحدائق في كل مكان. أضف إلى ذلك؛ المتاحف والأماكن الأثرية والتاريخية من مختلف العصور.
وأهم من كل ذلك أهل سراييفو الطيبين الذين لا تشعر بينهم بالغربة بغض النظر عن عاداتك وثقافتك ولون بشرتك.
سراييفو في عيون الزائرين
أحبَّ سراييفو كلُ من زارها وعرفها وعرف أهلها الطيبين.
كل من مشي في أزقتها وأكل من طعامها وشرب من مائها.
من الشرق كان أو من الغرب، من الأدباء أو الشعراء أو الفنانين، أو الصحفيين.
أو كان ديبلوماسيا مثل بلده هنا أو سياسيا مر من هنا أو وجد نفسه في مهمة.
كل واحد منهم وجد فيها شيئا يحبه، وجد بها شيئا جميلا يتذكره، وجد فيها سببا كي يرجع إليها، ويدعو من يحب لزيارتها.
كل واحد عبر عن إعجابه بسراييفو بطريقته وأسلوبه.