تقع مدينة فيشي غراد في شرق البوسنة والهرسك، في إحدى الأودية الفسيحة الواقعة على نهر درينا والنادر وجودها بهذا الشكل، محاطة بمنحدرات جبلية تختلف في ارتفاعاتها، ويصل بعضها إلى 1000 مترا. وعندما يصل مجرى نهر “درينا” إلى أضيق جزء فيه وأعمقه، فقد بني أعلاه الجسر القديم الجميل، ولا يترك الزائر مدينة فيشي غراد قبل أن يأخذ جولة نهرية بالقوارب عبر نهر درينا.
نهر درينا:
يقع نهر درينا في منطقة شرق البوسنة، وينشأ من التقاء نهري تارا وبيفا في دولة الجبل الأسود، ويمتد بطول 346 كيلو مترا، ويصب في نهايته بنهر سافا، ويقطع مجراه مدنا كثيرة مثل: غوراشده، وفيشي غراد، وبهذا الطول فإنه يعد ثاني أكبر أنهار البوسنة والهرسك بعد نهر سافا، ويمثل نهر درينا جزءا من الحدود الطبيعية بين دولة البوسنة والهرسك ودولة صربيا. وقد زادت شهرة النهر عالميا بسبب رواية “جسر على نهر درينا” للكاتب البوسني إيفو أندريتش Ivo Andrić الحائز على جائزة نوبل للأدب.
جسر “على درينا”:
ذلك الجسر المعروف بـ”جسر على نهر درينا”، يبلغ عمر الجسر 500 عاما، وهو مبني من الحجارة، وقد صممه المعماري التركي الأسطورة “معمار سنان الدين أغا” يأخذ شكل أقواس صغيرة يصل عددها إلى 11 قوسا، بطول 250 مترا، وعرض 10 مترات عدا في منتصفه فالعرض يزداد على الجانبين مع وجود جدار أحد الجوانب يشبه الباب، وعلى الجانب المقابل ما يشبه الشرفة الصغيرة، ويسمى ذلك الجزء “بوابة الجسر”. ومن هذا الجسر التاريخي الهام استلهم الكاتب البوسني “إيفو أندريتش” أحداث روايته الشهيرة ” جسر على نهر درينا” التي نال عنها جائزة نوبل في الأدب عام 1945.